ramadhan

 

مريض السكري.. متى يمكنه الصوم ولماذا يجب أن يفطر؟

يحتاج مريض السكر في شهر رمضان إلى اجراءات علاجية خاصة تساعده على الصوم، حتى لا يتعرض لانتكاسات صحية، فمع دخول هذا الشهر تطرأ على المريض بعض التغيرات، مثل تغير عدد الوجبات، والامتناع عن الطعام فترة طويلة، ويتغير عليه النشاط اليومي الذي كان يمارسه قبل رمضان، لذا على المريض بالسكر أن يراعي هذه التغيرات التي ستطرأ عليه بحلول هذا الشهر الكريم.

وحول هذه الإجراءات نظمت شركة "ليللي" مؤخراً ندوة علمية في القاهرة، استضافت فيها أبرز علماء مرض السكر في مصر بهدف مناقشة كافة أوجه الرعاية التي يجب أن يتمتع بها مريض السكر في رمضان، وكذلك الالتزامات التي على المريض القيام بها حتي يتجنب أية مضاعفات قد تكون في غاية الضرر بالنسبة لصحته بصفة عامة.

وقد شارك في الندوة الدكتور إبراهيم الابراشي عميد المعهد القومي لمرض للسكر التابع لوزارة الصحة، والدكتور محمد خطاب أستاذ السكر والباطنة بجامعة القاهرة، والدكتور مجاهد أبو المجد أستاذ السكر بجامعة المنصورة، وعدد من كبار أساتذة السكر في الجامعات المصرية.

كما شارك في الندوة الدكتور محمد حسنين الأستاذ بمستشفى نورث ويلز في بريطانيا، والذي نشر العديد من الأبحاث على مرضى السكر في رمضان والذي يتضمن نطاق أبحاثه أيضاً المضاعفات العضوية التي يتعرض لها مريض السكر، مثل ضغط الدم وغيرها. وشارك عن شركة "ليللي" الدكتور شريف راشد المدير العام للشركة في مصر، والدكتور إبراهيم جلال مدير منتجات أدوية السكر بالشركة.

نوع السكر يعتمد على الصيام

 

 
       

أوضح الأطباء أن مخاطر الصيام تكون كبيرة على بعض المرضى ويجب ألا يصوم هؤلاء، أما بالنسبة للبعض الآخر فتكون المخاطر قليلة أو مقبولة وقد يسمح لهم بالصيام. وتعتمد درجة الخطر على نوع السكر ومدى ضبطه ووسيلة العلاج المتبعة ووجود مضاعفات للسكر. ويمكن للطبيب المعالج أن ينصح المريض بدرجة المخاطر التي يشكلها الصيام عليه.

وقد استعرضت الندوة مجالات التعاون بين الأطباء ورجال الدين الثقاة، بهدف التوصل إلى إرشادات عامة للصيام ورخصة الإفطار للمرضى المصابين بالعديد من الأمراض ومنها مرض السكر. إذ أن هناك أخطاراً عامة قد يتعرض لها مرضى السكر في الصيام. فيمكن أن يؤدي الصيام إلى هبوط معدل السكر في الدم أو إرتفاع نسبة سكر الدم أو نقص السوائل في الجسم "جفاف".

وتتضاعف هذه المخاطر إذا كان الصيام في فصل الصيف ما يعني ساعات صيام طويلة (متوسط ساعات الصوم يومياً هذا العام 16 ساعة).

ويعرف مرض السكر عموماً بأنه اختلال في نسبة السكر في الدم اختلالاً مرضياً وعلى وجه الخصوص ارتفاع النسبة فوق المعدل الطبيعي. وينتج مرض السكري عن فقدان هرمون الأنسولين الذي تفرزه خلايا خاصة، هي خلايا "بي" في البنكرياس أو عن قلة كمية الإفراز أو قلة استجابة خلايا الجسم له في بعض الحالات.

وتنقسم أنواع مرض السكر بشكل عام إلى:

- النوع الأول والذي يصيب صغار السن ويعالج غالباً بحقن الانسولين.
- النوع الثاني ويصيب غالباً كبار السن ويمكن ضبطه بتنظيم الوجبات أو مع أقراص أو حقن الانسولين.
- سكر الحمل والذي يصيب النساء الحوامل وغالباً ما يزول بعد الحمل.

أعراض نقص السكر

 

 
       

وتجدر الإشارة إلى أن أعراض نقص السكر تشمل: أن يشعر بعض المرضى بعلامات من قبيل الدوخة والضعف والاضطراب وعدم التركيز وزغللة العين وفقدان الوعي. وأحياناً لا تكون الأعراض واضحة، لذا في حالة شك المريض في هبوط السكر عليه اختبار نسبة السكر في الدم.

وأحيانا يصعب اختبار الدم في حالة هبوط السكر، لذا على المريض افتراض أن هناك هبوط وعليه الإفطار فوراً.

أما معدل السكر في الدم الموجب للإفطار، فعلى مريض السكر أن يفطر فورا إذا وصل معدل سكر الدم إلى:

-60 أو أقل في أي وقت من نهار رمضان.
-70 أو أقل في صباح يوم الصيام خاصة إذا كان المريض تناول الانسولين أو الأقراص المحفزة لإفرازه قبل الإمساك.
- 288 أو أعلى في أي وقت، لأن ذلك يعني أن الجفاف دفع بالسكر للإرتفاع وقد يؤدي إلى مضاعفات.

رخصة الإفطار

هناك رؤية دينية واضحة في هذا الأمر، إذ أقر مجلس الفقه الإسلامي الدولي المنبثق عن منظمة المؤتمر الإسلامي في دورته التاسعة عشرة في إمارة الشارقة (دولة الإمارات العربية المتحدة) في إبريل  2009 تقسيم أنواع مرض السكر إلى المجموعات التالية:

يندرج تحت ما يسمى بمرض السكر عدة أنواع تختلف عن بعضها بعضاً وهى كما هو متفق عليه من تسميات وتصنيفات لدى المؤسسة الطبية العالمية المتخصصة في مرض السكر:

- السكر من النوع الأول المعتمد على الأنسولين ولجرعات متعددة في اليوم.
- السكر من النوع الثاني غير المعتمد على الأنسولين منذ البداية.
- سكر الحمل.

أنواع أخرى منها:

أ‌- السكر الناتج عن بعض أمراض البنكرياس.
ب‌- السكر الناتج عن اختلالات هرمونية، وخصوصاً في الغدد النخامية والكظرية وخلايا البنكرياس.
ج‌- السكر الناتج عن بعض الأدوية.

وحسب بيان مجمع الفقه تم تصنيف مرضى السكر طبياً إلى أربع فئات على النحو الأتي:

: المرضى ذوو الاحتمالات الكبيرة جداً للمضاعفات الخطيرة بصورة مؤكدة طبياً وتتميز أوضاعهم المرضية بحالة أو أكثر مما يأتي:

 
  مرض السكري    

- الفئة الأولى

- حدوث هبوط السكر الشديد خلال الأشهر الثلاثة التي تسبق شهر رمضان.
- المرضى الذين يتكرر لديهم هبوط وارتفاع السكر في الدم.
- المرضى المصابون بحالة (فقدان الإحساس بهبوط السكر)، وهى حالة تصيب بعض مرضى السكر، وخصوصاً من النوع الأول الذين تتكرر لديهم حالات هبوط السكر الشديد ولفترات طويلة".
- المرضى المعروفون بصعوبة السيطرة على السكر لفترات طويلة".
- حدوث مضاعفة (الحامض السكري الكيتوني) أو مضاعفة (الغيبوبة السكرية) خلال الشهور الثلاثة التي تسبق شهر رمضان (السكر من النوع الأول).
- الأمراض الحادة الأخرى المرافقة للسكر.
- مرضى السكر الذين يمارسون (مضطرين) أعمالا بدنية شاقة".
- مرضى السكر الذين يجري لهم غسيل كلى.
- المرأة المصابة بالسكر أثناء الحمل.

- الفئة الثانية: المرضى ذوو الاحتمالات الكبيرة نسبياً للمضاعفات نتيجة الصيام والتي يغلب على ظن الأطباء وقوعها وتتمثل أوضاعهم المرضية بحالة أو أكثر مما يأتي:

- الذين يعانون من ارتفاع السكر بالدم كأن يكون المعدل (180 - 300  مجم/ دسل)، (10- 516,ملمول/ لتر) ونسبة الهيموجلوبين المتراكم (المتسكر) التي تتجاوز 10%.
- المصابون بقصور كلوي.
- المصابون باعتلال الشرايين الكبيرة (كأمراض القلب والشرايين).
- الذين يسكنون بمفردهم ويعالجون بواسطة حقن الأنسولين أو الأدوية الخافضة للسكر عن طريق تحفيز الخلايا المنتجة للأنسولين في البنكرياس.
- الذين يعانون من أمراض أخرى تضيف أخطاراً إضافية عليهم.
- كبار السن المصابون بأمراض أخرى.
- المرضى الذين يتلقون علاجات تؤثر على العقل.

-الفئة الثالثة: المرضى ذوو الاحتمالات المتوسطة للتعرض للمضاعفات نتيجة الصيام، ويشمل ذلك مرضى السكر ذوي الحالات المستقرة والمسيطر عليها بالعلاجات المناسبة الخافضة للسكر التي تحفز خلايا البنكرياس المنتجة للأنسولين.

-الفئة الرابعة: المرضى ذوو الاحتمالات المنخفضة للتعرض للمضاعفات نتيجة الصيام، ويشمل ذلك مرضى السكري ذوي الحالات المستقرة والمسيطر عليها بمجرد الحمية أو بتناول العلاجات الخافضة للسكر التي لا تحفز خلايا البنكرياس للأنسولين بل تزيد فاعلية الأنسولين الموجود لديهم .

وحدد بيان المجمع أحكام صيام هذه الفئات كالتالي:

حكم الفئتين الأولى والثانية:

حالات هاتين الفئتين مبنية على التأكد من حصول الضرر البالغ أو غلبة الظن بحصوله بحسب ما يقدره الطبيب الثقة المختص فيتعين شرعاً على المريض الذي تنطبق علية إحدى الحالات الواردة فيهما أن يفطر ولا يجوز له الصيام درءاً للضرر عن نفسه لقوله تعالى (وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ ?) (البقرة:195) وقوله تعالى ( وَلَا تقتلوا أنفسكم إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رحيما) ( النساء:29)، كما يتعين على الطبيب المعالج أن يبين لهم خطورة الصيام عليهم، والاحتمالات الكبيرة لأصابتهم بمضاعفات قد تكون - في غالب الظن - خطيرة على صحتهم أو حياتهم .

وعلى الطبيب أن يستنفد الإجراءات الطبية المناسبة التي تمكن المريض من الصوم دون تعرضه للضرر.

تطبق أحكام الفطر في رمضان لعذر المرض على أصحاب الفئتين الأولى والثانية عملاً بقوله تعالى: (فمن كان منكم مريضاً أو على سفر فعدة من أيام أخر وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين) البقرة 184. ومن صام مع تضرره بالصيام فإنه يأثم مع صحة صومه

حكم الفئتين الثالثة والرابعة:

لا يجوز لمرضى هاتين الفئتين الإفطار لأن المعطيات الطبية لا تشير إلي احتمال مضاعفات ضارة بصحتهم وحياتهم بل إن الكثير منهم قد يستفيدون من الصيام. وعلى الطبيب الالتزام بهذا الحكم وأن يقدر العلاج المناسب لكل حالة على حدة. ويُوصى بما يأتي:

1- الأطباء مطالبون بالإحاطة بقدر مقبول من معرفة الأحكام الشرعية المتعلقة بهذا الموضوع، وهذا يقتضي إعداد هذه المعلومات من الجهات ذات الصلة وتعميمها على المعنيين بها .

2- الفقهاء والدعاة مطالبون بإرشاد المرضى الذين يتوجهون إليهم طالبين الرأي الشرعي، بضرورة استشارة أطبائهم المعالجين الذين يتفهمون الصيام بأبعاده الطبية والدينية، ويتقون الله لدى إصدار النصح الخاص لكل حالة بما يناسبها.

3- نظراُ للأخطار الحقيقية الكبيرة الناتجة عن مضاعفات السكر على صحة المرضى وحياتهم فإنه يجب إتباع جميع الوسائل الممكنة للإرشاد والتثقيف بما فيها خطب المساجد ووسائل الإعلام المختلفة لتوعية المرضى بالأحكام السابقة، وذلك أن زيادة مستوى الوعي بالمرض وأصول التعامل معه تخفف كثيراً من أثاره، وتسهل عملية تقبل الحكم الشرعي والنصائح الطبية لمعالجته.

4- أن تتولى المنظمة الإسلامية للعلوم الطبية بالتعاون مع مجمع الفقه الإسلامي الدولي إصدار كتيب إرشادي حول هذا الموضوع باللغة العربية وغيرها والعمل على نشرة بين الأطباء والفقهاء، وعرض مادته العلمية على صفحات الانترنت ليطلع علية المرضى للاستفادة منه.

5- مطالبة وزارات الصحة في الدول الإسلامية بتفعيل البرامج الوطنية في مجال الوقاية والمعالجة والتوعية بمرض السكر وأحكامه الشرعية.

نظام غذائي متوازن في رمضان

ورغم هذا الراي الديني الواضح، لا يجد الأطباء والعلماء وسيلة لإقناع بعض المرضى بضرورة الأخذ بالرخصة التي منحها الدين لمن لا يستطيع. لذا فيما يلي إرشادات عامة لزيادة الوعي وتحديد المخاطر:

بالنسبة لمرضى السكرمن النوع الأول:

 

 
       

عامة لا ينصح مرضى السكر من النوع الثاني بالصيام، ذلك لأن الجسم مع هذا النوع لا ينتج أي أنسولين وبالتالي يتعين ألا يتوقفوا عن تناول الانسولين، لأن ذلك يعرضهم لخطر نقص الانسولين في الدم. كما أن هناك خطرا آخر وهو أن الجفاف مع نقص الانسولين قد يعرضهم إلى زيادة كبيرة في نسبة السكر في الدم ما يؤدي حتماً إلى حدوث مضاعفات، مثل حموضة الدم "كيتواسيدوزس". وهذا تطور خطير قد يؤدي إلى فقدان الوعي بسرعة ويمكن أن يؤدي إلى الوفاة لو لم تتم معالجة الحالة على الفور في المستشفى.

وفي حال إصرار مرضى النوع الثاني على الصيام فعليهم ضبط مواعيد وحجم الجرعات من الانسولين وأن يراقبوا مستوى السكر في الدم بانتظام لتفادي أي هبوط في السكر وضرورة الإفطار فوراً إذا حدث ذلك.

أما عن تغير النظام الغذائي في رمضان، فيجب الالتزام بالمعايير ذاتها بتناول وجبات متوازنة في رمضان، مع الاحتياطات التالية:

- التقليل من الأطعمة التي يمكن أن تؤدي إلى إرتفاع نسبة السكر، مثل المشروبات المحلاة ولا يتناول المريض أكثر من ثلاث تمرات على الإفطار.

- في الإفطار والسحور على المريض أن يتناول الأطعمة التي تنتج الطاقة ببطء، مثل الأطعمة المحتوية على القمح والردة والفول والأرز.
- تناول الأطعمة التي تحتوي على الألياف، مثل الخبز الأسمر والخضروات والفواكه.
- تفادي الأكل الكثير على الإفطار، لأن ذلك قد يزيد من معدل السكر.
- تناول وجبة السحور متاخراً قدر الإمكان.
- تناول كميات كبيرة من السوائل ما بين الإفطار والسحور لتفادي احتمال الجفاف خلال ساعات الصيام.

وعن صيام مرضى السكر من النوع الثاني الذين يعتمدون على تنظيم الوجبات فقط دون أدوية:

هؤلاء المرضى أقل عرضة لمخاطر الصيام، بل ربما يفيدهم الصيام إذا ساعدهم على تخفيف الوزن. مع ذلك على هؤلاء المرضى مراقبة مستوى الجفاف خاصةً إذا كانوا يعانون من أي أمراض أخرى.

الرياضة والصيام

 

 
       

وعن الرياضة والجهد الجسماني أثناء الصيام، أكدت الندوة على أنه يمكن الاستمرار في المعدل المعتاد للتمارين خلال الصيام، إلا أن الإفراط في الجهد الجسماني قد يزيد من مخاطر هبوط سكر الدم ومن ثم يجب تفاديه خاصةً في الساعات الاخيرة من اليوم قبل الإفطار. ويجب إعتبار صلاة التراويح جزءاً من التمرينات الجسدية.

وبالنسبة للأقراص التي يمكن لمرضى النوع الثاني تناولها في الصيام:

بعض الأقراص آمنة لأنها لا تحفز إنتاج الانسولين في الجسم ومن ثم لا تؤدي إلى خفض نسبة السكر. من بين تلك الأقراص "ميتفورمين" و"بايوجليتازون" و"رزيجليتازون" وبعض الأقراص الحديثة، مثل "سيتاجليبتين".

وبعض الأقراص يمكن أن تؤدي إلى هبوط معدل السكر لأنها تحفز إفراز الانسولين ومنها "جليكلازيد" و"جليميبيريد" وجليبنكلاميد". وفي هذا الإطار عموماً يتعين استشارة الطبيب بشأن أي أدوية يتم تناولها مع الصيام.

 

 

 

 Diabetes & Ramadan

  • المرضى المصابون بالنوع الثاني من مرض السكر " البدينين " والذين يتبعون نظام غذاني خاص كعلاج ، يمكنهم الصوم بدون أي مشاكل لأن الصوم سيساعدهم على تخفيف الوزن وتخفيض مقاومة الجسم للأنسولين.

  • المرضى الذين يحتاجون إلى تناول أقراص عن طريق الفم لتخفيف نسبة السكر في الدم وذلك بالإضافة إلى النظام الغذائي:

    • النوع الأول يتناول جرعة واحدة من الأقراص يوميا ، يمكنه الصيام وتناول الأقراص مع وجبة الإفطار في المغرب

    • النوع الثاني يتناول جرعتين من الأقراص يوميا ، يمكنه الصيام وتناول الجرعة الأولى من الحبوب مع وجبة الإفطار ، أما الجرعة الثانية فيأخذها مع وجبة السحور مع تقليل الجرعة إلى النصف بعد استشارة الطبيب وذلك حتى لا تسبب هبوطا في السكر أثناء النهار

  • المرضى المصابون بالنوع الأول من مرض السكر ويستخدمون الأنسولين كعلاج . في حالة استخدام جرعة واحدة من الانسولين يوميا ، يمكن للمريض الصوم وتناول جرعة الأنسولين عند وجبة الإفطار في المغرب . أما المرضى الذين يحتاجون إلى حقنتين من الأنسولين يوميا فيجب عليهم في حالة رغبتهم في الصوم مناقشة ذلك مع طبيبهم قبل بدء شهر رمضان مع ملاحظة إمكانية حدوث انخفاض "هبوط شديد في مستوى السكر في الدم " في بعضهم عند الصوم

  • في حالة الصوم يجب على مريض السكر مراعاة الآتي:

    • المحافظة على كمية ونوعية الطعام اليومية كما حددتها اخصائية التغذية 

    • تقسيم كمية الطعام المحددة يوميا إلى وجبتين رئيسيتين هما الفطور والسحور ووجبة ثالثة خفيفة بين الوجبتين

    • يجب تأخير وجبة السحور إلى ما قبل الإمساك فجرا

    • يمكن ممارسة النشاط اليومي كالمعتاد مع الحرص على أخذ قسط من الراحة بعد الظهر

    • يجب الإكثار من تناول الماء في وقت الإفطار لتعويض فترة الصيام

    • في حالة حدوث هبوط / انخفاض في مستوى السكر في الدم يجب قطع الصيام فورا وتتناول مادة سكرية حتى لو كان ذلك قبل المغرب بفترة قصيرة

 

 

 


 

 

جاء رمضان.. أتريد التحدي؟.. إذن فأقبل بالتضحيات .!!.. ولكن ؟! .. إنتظر لحظة ؟!!. (الجزء الأول).

 

الحمد لله على مجيء شهر رمضان ، ربنا يـُعنّا فيه ويجعلنا فيه ممن حسن صيامهم وقيامهم ويجعلنا فيه من المقبولين عنده سبحانه وتعالى.

كما هو معلوم فإن الفترة الزمنية للصيام في شهر رمضان تتراوح من بضع ساعات إلى 20 ساعة في اليوم الواحد، وذلك حسب المكان الجغرافي والفصل للسنة الذي جاء فيه رمضان. في الحقيقة مرض السكري بنوعية الأول والثاني يعتبر من الأمراض المزمنة .. الأمر الذي يتحتم على المريض أن يستعمل الأدوية بصورة مستمرة ومنتظمة للسيطرة والتحكم على مرضة وبالتالي الإهتمام بصحته. أما رأيي الشخصي في صوم المصاب بالسكري .. فإنه على كلى النوعين من المصابين ألاّ يصوموا رمضان ... سواءً النوع الأول أو النوع الثاني ... سواءً من يتناول في الأقراص أو يتناول في حقن الإنسيولين أو ما شابه... إنني أرى أن يقوم المصاب بإعطاء الفدية وأن يترك صيام رمضان وينتبه إلى الطرق الأخرى للعبادة وإلى التقرب إلى الله عز وجل مثل الصلاة وذكر الله عز وجل والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلّم والصدقات ..و..و..و..و.. وأعمال البر (الخير) كثيرة جداً ولا يمكن إحصائها.

قد يقول القائل لماذا النوع الثاني والذي يتناول في الأقراص لا يصوم ؟ ..لماذا لا يصوم ؟  صحيح أنه ربما يكون الصيام للمصاب بالسكري النوع الثاني مفيد للتحكم بسكر الدم..!! ولكن المسألة ليست تحكم بسكر الدم فقط .. المسألة هو أن هناك مرض مزمن ... هذا المرض مصحوب في الغالب بإرتفاع في ضغط الدم ... إذن هناك أمر آخر .. وهو إرتفاع ضغط الدم .. والذي سيحتاج إلى نوعين على الأقل أو ثلاثة أنواع من الأقراص للتحكم بضغط الدم لدى المصابين بالسكري النوع الثاني .. هناك أمر آخر وهو التحكم بالدهون في الدم الأمر الذي يحتاج إلى نوع أو نوعين من الأقراص للتحكم في الدهون بالدم لدى المصابين بالسكري النوع الثاني... هناك أمر آخر وهو الكلى (وخاصةً للمصابين بكلى السكري)... التي ستتألم كثيراً لأية درجة من درجات الجفاف الذي سيتعرض له الصائم ولا شك والمصاب بالسكري بحاجة إلى زيادة شرب السوائل بالصيف خاصة وفي الجو الحار .. هناك السيولة في الدم والتي تحتاج إلى أقراص الأسبرين وإلى عدم التعرض للجفاف أيضاً .. هناك .. هناك .. هناك...إذن أعتقد أن الصائم المهتم بصحته سيكون من الصعوبة بمكان أن يقتنع بتناول كل الأدوية في فترة ربما لا تزيد عن الستة ساعات في اليوم  هذا بالإضافة إلى مخاطر ترك أخذها، ثم حتى لو أخذها في الست ساعات .. ربما لن يكون مفعولها مثل الأدوية التي تؤخذ على مدار الأربعة وعشرين ساعة يومياً . إذن وهذا رأيي الشخصي أن كلى النوعين من المصابين بالسكري يجب ألاّ يصوموا... وهذا من الناحية العلمية... على كلِ الأمر يجب أن يؤخذ فيه رأي المشايخ وأهل الإختصاص في الفتوى أيضاً .. والله أعلم.

على كلِ الغرض من هذه الرسالة ليس للفتوى .. ولكن الآن لنتحدث عن المريض الذي إستمع إلى الرأي العلمي والرأي الشرعي .. ثم رأى وبدأ له أن يصوم ؟!!!!! 

إني أعتبر أن كل مصاب بالسكري قرر الصيام .. هذا .. بالنسبة لي .. يعتبر تحدي .. لماذا ؟

إليك أخي/أختي المصاب بالسكري المضاعفات الناجمة من صومك لشهر رمضان:

ملاحظة هامة: المضاعفات المذكورة أدناه بناء على ما توصلت إليه الدراسة المهمة إبيدي أر (EPIDIAR) والتي جرت في 13 دولة إسلامية وتضمنت 12,243 مصاب بالسكري قاموا بمحاولة صيام شهر رمضان .!! وقد نـُشرت ملاحظات البحاث لهذه الدراسة في المجلة الطبية المشهورة ديابتس كير (Diabetes care) في سنة 2004 ، وكذلك بناءً على ما توصلت إليه بعض الدراسات الأخرى الصغيرة التي أُجريت على المرضى المصابين بالسكري وقاموا بصيام شهر رمضان .. والمضاعفات هي:

      هبوط في سكر الدم:.. ففي دراسة إبيدي أر (EPIDIAR) زادت نسبة حدوث هبوط سكر الدم في كلى النوعين وذلك بمعدل 4.7 أضعاف المرات للنوع الأول من مرض السكري .. وبمعدل 7.4 أضعاف المرات للنوع الثاني من مرض السكري.، ومعلوم أن من إحدى مضاعفات هبوط السكر... ... الوفاة..!!

      زيادة إرتفاع سكر الدم:.. في نفس الدراسة إبيدي أر (EPIDIAR) زادت نسبة حدوث حالات إرتفاع سكر الدم بمعدل 3 أضعاف المرات في النوع الأول من مرض السكري ، وبمعدل 5 أضعاف المرات في النوع الثاني. .. الأمر الذي يؤدي إلى ظهور الكثير من الأعراض المزعجة والتي تحد من نشاط المصاب بالسكري وتـُعيقه على أداء مهامه.

      حموضة الدم الحادة نتيجة السكري:.. وقد وُجد أن هذه المضاعفات تحدث بالأخص للذين لديهم إضطراب وإرتفاع في سكر الدم قبل شهر رمضان ، وعملوا على تخفيض جرعة الإنسيولين بكمية كبيرة في شهر رمضان.، ومعلوم أن من إحدى مضاعفات الحموضة الحادة في الدم نتيجة السكري... ... الوفاة..!!

      الجفاف والعرضة للجلطة:.. من منـّا لم يشعر بالعطش في شهر رمضان؟ .. وخاصة عندما يكون الجو حار.. وبالحديث عن الجفاف فإنه من الملاحظ أن الشعور بالعطش يحدث متأخر ( أقصد أن هناك درجة من الجفاف تحدث قبل الشعور بالعطش..!! من الناحية الفسيولوجية) ، وقد وجد أن عدم شرب الماء قد يؤدي إلى الجفاف وخاصة في الأماكن التي تكون فيها فترة الصيام طويلة وعندما يكون الجو حار. ، وكما أشرت سابقا فإن الكلى (وخاصةً للمصابين بكلى السكري)... ستتألم كثيراً لأية درجة من درجات الجفاف الذي سيتعرض له الصائم  وإذا كان هناك إضطراب في وظيفة الجهاز العصبي فإن هذا الجفاف قد يؤدي إلى هبوط في ضغط الدم عندما يقوم الإنسان من وضع جلوس بصورة فجائية .. الأمر الذي قد يؤدي إلى دوخة أو سقوط مع زيادة إحتمال الإصابة بالكسور ... كما أن الجفاف يساعد على تكون الجلطة بالدورة الدموية (بالأخذ في الإعتبار النقطة الهامة جداً وهو أن مرض السكري بنوعيه يزيد من قابلية الدم لتكـوّن الجلطات "هذه المعلومة ستساعد المفتي في إتخاذ قراره على ما أعتقد؟!!") ..وفي حالة تكـّون الجلطة فإنه وكما معلوم أن من مضاعفات الجلطات الدموية .... ... الوفاة..!!

إذن ومما ذكر أعلاه فإن التضحيات للمصابين بالسكري الذين يريدوا أن "يتحدوا" ويصوموا شهر رمضان هي تضحيات لا بأس بها .. لإنها ببساطة قد تؤدي إلى الوفاة..!!! ولكن ربما يقول واحد من المصابين بالسكري.. لا.. لا .. أنا سأعمل على ألاّ يحدث لي ذلك ..!! ربما .. ربما لا تحدث لك المضاعفات المذكورة أعلاه ... ولكن يتطلب ذلك نوع آخر من التضحية أيضاً.. أتعلم ما هي ؟ ... هي أن تضحي بجزء من وقتك في تثقيف نفسك .. والعمل على معرفة أعراض الهبوط في سكر الدم ، ومعرفة أعراض الزيادة لسكر الدم ، ومعرفة علامات الجفاف والعمل على الإفطار فور شعورك بتهديد إحدى المضاعفات المذكورة أعلاه.. ولكن عملية التثقيف هذه ليست سهلة .. وخاصةً لغير المتعلمين وكبار السن.

على كلِ إذا أردت الصيام ،فإنني أتمنى لكل مصاب بمرض السكري صياماً مقبولاً .. وأتمنى ألاّ تحدث له أية مضاعفات قد تـُكدّر عليه الجو الروحاني الجميل في رمضان، ولكن .!! للمصاب بمرض السكري ويريد أن يصوم ... لينتظر لحظة..!! وليتـّبع هذه النصائح والإرشادات .. التي يحتاجها .. وذلك لمحاولة الأخذ بيده إلى برّ الأمان حتى نهاية شهر رمضان .!! هذه الإرشادات والخطط العلاجية ستكون فحوى الجزء الثاني من هذه الرسالة مع ملاحظة هامة جداً وهو أنه لا توجد أية ضمانات لأية سياسة علاجية في شهر رمضان لأن  الأبحاث الطبية المتعلقة بشهر رمضان والصيام للمصابين بالسكري قليلة جداً. ومعظمها مبني على الخبرة فقط.. أي قوتها العلميةً تعتبر المستوى  الخامس (Level -E)..؟!!!.   ...

 


Contact

Hamzanon